الغيرة هي توابل الحب ، القليل منها يضبط إيقاع العلاقة والكثير منها يفسدها ويعجل بانتهائها ، هكذا تفعل الغيرة في الحياة الزوجية ،
فقد تكون سبباً في الطلاق وتدمر العلاقة في أسرع وقت إن لم تصل المرأة فيها إلى درجة الاعتدال في مشاعرها أو إذا خجلت من إعلانها على زوجها .
لذا ينصح خبراء العلاقات الزوجية كل زوجة بضرورة التعبير عما بداخلها وألا تخفي غيرتها على زوجها لأنها قد تكون في يوم من الأيام من الوسائل المهمة التي تساعد على نجاح العلاقة واستمرارها .
ولأن الغيرة سلوك محير حيث يعتقد البعض أنها توجد حيث يكون الحب وآخرون يعتبرونها نقصاً وعدم ثقة بالنفس ، فهل هي مرض أم رغبة في الامتلاك ؟ وما هي طرق التعامل معها .
يجيب الدكتور إسحاق أمير ـ أستاذ الصحة النفسية بجامعة الإسكندرية ـ على هذه الأسئلة قائلاً : نعم الغيرة بنت الحب لكنه الحب الذي لا يعني الامتلاك و الأنانية فتكون الغيرة محببة إذا كانت تقديراً للزوج أو الزوجة وشهامة من الرجل الذي لا يحتمل مثلاً أن تخرج زوجته بملابس تلفت الأنظار , أو تكون عالية الضحكات , أو متباسطة مع الآخرين بلا حدود وهكذا الزوجة تغار إذا ما وجدت أنظار زوجها تتجه لغيرها أو يكون هو موضع اهتمام الجالسين دونها لكن تفسير ذلك يعود إلي عدم الثقة بالنفس فالزوجة حين تلاحق زوجها بالظنون والشبهات والبحث بين طيات ملابسه تكون مريضة تحتاج لعلاج نفسي لأنها غيرة مرضية لا مبرر لها إلا داخلها لأن العقل البشري يشبه دماغاً الكترونياً بالغ التعقيد ، والخطأ يحدث عندما تحجب المعلومات الخاطئة المعلومات الصحيحة فالأخطاء الظنية تأتي من تداخل الأفكار التي يرغب في تصديقها الإنسان فتكون الغيرة نتيجة عمليات داخلية غير واعية تنم عن عدم الثقة بالطرف الآخر .
ويشير د. إسحاق إلي أن علاج هذه الحالة يكون بالإفصاح وعدم الخجل من المصارحة بما يجول في الصدر من شكوك وهذا يحتاج لحكمة وذكاء المرأة التي لا تريد أن تقلل من وزنها ومكانتها عند زوجها ويمكنها التغاضي عن ظن عابر ونظرة لم ترتح لها ومن السهل اكتشاف أخطائنا حتي تكون نتائجها واضحة فقد يكون الخطأ علي الزوجة التي أهملت نفسها مما جعل زوجها ينصرف عنها ومع انتشار الفضائيات والعري لا يمكن غلق عين الزوج مما يثير زوجته مما يلفت النظر إلي أن التليفزيون أصبح يهدد الحياة الزوجية بعد أن كان التليفزيون مثل حلوي ما بعد الطعام يتقاسمها الزوجان بعد الأعمال اليومية أصبح اليوم الوجبة الكاملة التي تكتم الأنفاس وتكتم علي الصدور ، ليسود بعدها الصمت بدلاً من أحاديث الود وكثرت الخلافات.
ويوضح د. إسحاق أن قليلين منا يعرفون أزواجهم كما يعرف البستاني نباتاته وذلك لأن مفتاح نمو الحياة الزوجية بلا منغصات الغيرة هو المصارحة الشخصية المتبادلة لما يجول في العقل وأبسط الطرق لتخفيف الاختلافات تحلي الزوجين بالمراعاة والفطنة , وفي حالة ثبوت خطأ الزوج أو زلته فإن كشف الموضوع قد يثير أزمة كبيرة لكن ترك الزوج لفترة ليست بكبيرة قد يمنحه فرص التراجع عن اللميمات البسيطة حتى لا يعتبر الزوج زوجته غافلة أو لا تشعر بتغير تجاه مشاعره وإدراك أن الزوج جزء من كيان الزوجة ولكن ليس ملكاً وحين تنفرد الزوجة بنفسها ستجد أن هناك نمواً ذاتيا لإرادتها في عودة زوجها لعشه أما لو اتبعت أسلوب التهديد والوعيد والإفصاح فقد يزيد ذلك المشكلة ويحتل العناد فكر الرجل وليكن ضعفك قوة فالغيرة العاقلة لا تغضب الرجل بل تزيد ارتباطه بالزوجة وتجعله يفكر ألف مرة قبل الخيانة.
تنجح العلاقة لكن بشروطورغم ما قد يلصق بالغيرة من تهم تدمير الحياة الزوجية في بعض الأوقات ، إلا أن وجودها أمر لازم للحب ، طالما احتفظنا به في حدوده الطبيعية ، فقليله يذكي الحب ويحتفظ للعلاقة بزهوها ، ويشير علماء الاجتماع إلى أنه لا يمكن أن تتطور العلاقة بين الزوجين بدون الغيرة حيث أنها عامل يؤدي وظيفة دفاعية للحفاظ على العلاقة من وجهة نظر النساء.
لذا يؤكد الخبراء أن الغيرة عامل مهم لنجاح العلاقة الزوجية ، إذ أنها عبارة عن تصرف ينشأ مع بدء العلاقة بين أي زوجين و يستخدم كوسيلة للدفاع عن الشريك وحماية علاقة الحب من التهديد الخارجي ، وتعتبر الغيرة عاطفة مهمة وأساسية ، بل تساوي في أهميتها الثقة التي تساعد الأزواج على البقاء مخلصين ، لأنها تسهم في أن تبقي الأزواج منتبهين من حدوث أي خيانة محتملة ، أي أنها جهاز لتحديد الخطر والوقاية من خيانة الشريك ، إذ أنها تعطي التحذيرات الأولية لكي يبقى الزوجان حذرين من ارتكاب أي خيانة زوجية.
وتشير الدراسات إلى أن النساء يظهرن الغيرة أكثر من الرجال وذلك لكي يزدن من التزام الزوج بالعلاقة الزوجية وكذلك لفحص العلاقة من حين لآخر، لذلك ينصح الباحثين بعدم الشعور بالضيق من الغيرة التي يظهرها الشريك ، إلا أنه يجب أن تبقى في الحدود المحتملة ، ومن جانب آخر، وفيما يتعلق بالمرأة التي تشعر بالغيرة الشديدة فقد حذرت أحدث الدراسات التي قام بها فريق من المتخصصين من أن عدم الاستقرار النفسي يدفع المرأة للشعور بمثل هذه الغيرة .
ويتعين على المرأة أن تعي جيداً أن هذه المشاعر المبالغ فيها تعود عليها هي وحدها بالضرر وتزيد من خطورة التعرض للأمراض الناتجة عن التأثيرات السيكولوجية عندما تأوي إلى فراشها وهي في حالة عصبية .
تعاملي مع غيرتك العمياء
أما إذا كنتِ من الغيورات بشكل مبالغ فيه ولا تدركين كيف تتعاملين معها فقبل أن نقدم لكِ طرق التعامل معها والتخلص منها ، تعرفي أولاً على عواقبها وأضرارها التي تلاحقك ، حيث أثبتت بعض الأبحاث أن غيرة الزوجة العمياء تعرضها للإصابة بالسرطان ، نعم قد تؤدى الغيرة إلي الإصابة بسرطان الرحم والثدي وتصلب الشرايين لأن هناك علاقة بين الاكتئاب الذي يصيب المرأة في الضغوط النفسية التي تتعرض لها وإصابتها بالأمراض الخطيرة لأن المرأة مخلوق رقيق وحساس ولذلك من السهل أن تفترسه هذه الأمراض ، لذا اضبطي غيرتك لأن الكثير منها يفسد حياتك ، وإليكِ هذه النصائح :
- لا تحاولي أبداًَ ومهما كان السبب أن تثيري غيرة زوجك فهذا يدفعه لعدم احترامك , ولا تقومي بأي عمل تتجاهلين فيه مشاعره أيضاً حاولي الابتعاد عن عدم الاهتمام بآرائه.
- لا تجعليه يغير من أطفاله كأن توليهم اهتماما أكبر وتهملي طلباته ، بهذه الاعتبارات مع التفكير الهادئ السليم والقدرة علي التصرف يمكن للزوجة أن تطفئ نار الغيرة قبل أن تشتعل في مملكتها.
- فكري بالغيرة كشعور داخلي، بمعنى حتى لو كان الشريك ينظر إلى أشخاص آخرين تحكمي بمشاعر الغيرة، ولا تدعي الغيرة تتحكم بك ، مع الوقت ستتمكنين من الحفاظ على مشاعر باردة اتجاه أي موقف محرج قد يسبب الغيرة لأي امرأة إلا أنت لأنك تسيطرين على الموقف.
- صممي على معرفة الحقيقة، تأكدي من أن غيرتك تستند إلى وقائع، ولا تتركي الخيال يسيطر عليك ، واعلمي بأن هناك أوقات تمر على الزوجين، يشعران بأنهما بحاجة على وقت مستقطع يمضيانه مع الأصدقاء، فلا تسيئي الظن بهذه الفترة ، فعلى الأرجح شعورك بعدم الأمان هو ما يجعلك تظنين السوء بزوجك.
وثقي عزيزتي الزوجة أن ثقتك بنفسك هي أكثر شيء يخلصك من هذه الغيرة العمياء ، لذا نمي بداخلك كل الأساليب والوسائل التي تعزز ثقتك بنفسك ، ومنها :
أن الثقة أساس العلاقة الجيدة ، وهذا يعني الثقة بنفسك بشكل خاص وبالآخرين، بحيث يجب أن تثقي بأنك امرأة جذابة ، محبة ، وشريكك رجل محظوظ ، غالباً ما تأتي الثقة من التفكير الايجابي ، فهل تفكرين بطريقة إيجابية؟ تأكدي من أفكارك ، اكتبي عدد المرات التي تفكرين فيها بطريقة سلبية خلال أسبوع ، مثلاً تأخر شريكك فبدأت تعتقدين أنه مع امرأة أخرى.
إذا كان عدد المرات التي تفكرين بها بطريقة سلبية أكثر من عدد المرات التي تفكرين فيها بطريقة إيجابية فأنت سلبية وبالتالي لا تلومي شريكك ، بل حاولي أن تتخلصي من هذه الأفكار السلبية قبل أن تتخلص منك ، فربما واجهت مشكلة ثقة في السابق ، وهذه التجربة المريرة جعلتك تشكين في كل الناس ، حاولي أن تخرجي من هذه الدائرة وزيدي من جرعة تفكيرك الايجابي وأعطي الناس فرصة أخرى وخصوصاً شريكك.